للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بغير الله فقد كفر أو أشرك (١)».

وكان بعض حدثاء العهد بالإسلام تجري على ألسنتهم بعض الألفاظ الشركية كالحلف باللات والعزى ونحوهما، وربما لم تكن مقصودة، ومع ذلك أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بتجديد الشهادة إذا صدر عنهم مثل هذا الحلف، ففي الحديث الذي رواه البخاري وغيره أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف منكم فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق (٢)».

ولم يقتصر جهد النبي صلى الله عليه وسلم في وقاية المجتمع المسلم على العلاج أو العقوبات للحماية من الانحراف الفكري، بل كان معظم جهده متوجها نحو بناء العقيدة الصحيحة، وبيان فضائلها، والحث على التمسك بها ونبذ الانحرافات الجاهلية، وضرب الأمثلة بانحراف الأمم السابقة والتحذير من مسلكهم.

العهد النبوي بين حرية الفكر وحماية العقيدة:

بالرغم من أن العهد النبوي اتسم بحرية تعبير واسعة، تجلت فيما أتيح لليهود والمنافقين من حرية الكلمة والتعبير عن الرأي، إلا أن المؤمنين قد اكتسبوا حصانة إيمانية أدت إلى مناعة ذاتية تجاه


(١) رواه الترمذي في كتاب النذور والأيمان، باب كراهية الحلف بغير الله رقم الحديث ١٤٥٥.
(٢) الجامع الصحيح كتاب الأيمان والنذور رقم الحديث ٥٨٣٦.