الفكر اليهودي، ودعوات المنافقين وتشكيكاتهم، ويؤكد وجود مساحة الحرية تلك، ما حكاه القرآن الكريم من أقوال اليهود والمنافقين المتضمنة لطعنهم في دين الإسلام وبعض أحكام الشريعة، واستهزائهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فما زاد ذلك المؤمنين إلا شدة في الدين وثباتا عليه، وتصديا للفكر اليهودي وشبهات المنافقين وضلالاتهم.
ومع أن عهد النبي صلى الله عليه وسلم اتسم بانفتاح كبير على الفكر المخالف، إلا أن موقف الصحابة رضي الله عنهم من هذا الفكر على اختلاف مذاهبه وتنوع اتجاهاته، كان يتسم بالنظر إليه على أنه فكر بشري قاصر، ينظر إليه من خلال الرؤية الإسلامية متمثلة في القرآن الكريم وأقوال النبي الأمين. إذ كانوا يرون الوحي هو مصدر الحق الذي توزن به الأفكار ويميز به الحق من الباطل، ويتضح به الصواب من الخطأ.
وكان هذا الموقف القوي من الفكر الآخر بالرغم من أن بعضه كانت له مكانته العالية في المدينة باعتباره فكرا مرتبطا بديانة سماوية وأهله أهل كتاب إلهي كالفكر اليهودي، ناتجا عن الأساس الفكري الذي نشأ عليه الصحابة رضوان الله عليهم، وقوة اقتناعهم به، وجزمهم بأن اليقين والحقيقة إنما هي في وحي الله الذي أوحى به إلى عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما نحتاجه في هذا الزمن الذي فشت فيه فتن الشبهات وتنوعت فيه مضلات الفتن،