للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها بالنواجذ (١)» وأقوال الصحابة رضي الله عنهم كثيرة في هذا منها القول المأثور عن الصحابيين الجليلين عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود قالا: إنما هما اثنتان الكتاب والهدي فخير الكتب كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم (٢).

ولو قدر اتفاق المنتسبين للعلم الشرعي والدعوة والإرشاد في كافة البلاد الإسلامية على التزام هذا الأساس، التزاما صادقا نابعا من اقتناع جازم، لقل الانحراف الفكري خصوصا شيئا فشيئا إلى أن يذهب بالكلية، غير أن هذا غير متصور واقعا في الأمة كلها، لأنه مخالف لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من سلوك أمته مسلك الأمم السابقة في الافتراق عن المنهج الصحيح بقوله: «وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقه (٣)»، ولكن من الممكن حصوله في بلد دون آخر وفي طائفة من الأمة لا في جميعها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق (٤)» الحديث.

ولذلك فإنه لا سلامة من الانحراف عن الطريق المستقيم إلا


(١) رواه الترمذي في كتاب السنة باب في لزوم السنة رقم الحديث ٢٩٩١.
(٢) الشاطبي، الاعتصام ١/ ٦٩.
(٣) رواه الترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء في فراق هذه الأمة، رقم الحديث ٢٥٦٤، وقال حديث حسن، ورواه أصحاب السنن.
(٤) متفق عليه، رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، قول النبي: لا تزال. . رقم الحديث ٦٧٦٧، ومسلم في كتاب الإمارة باب قوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة. . برقم: ١٩٢٠.