للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باتباع هذا المسلك العظيم، ولا يمكن أن تكون طائفة على الحق ما لم تلزم هذا الأصل علما وعملا فهما وسلوكا.

ثانيا: العناية بالعلم الشرعي فهو من أهم طرق الوقاية من الانحراف الفكري، وضعف العلم وذهاب العلماء من أعظم أسباب الانحراف، كما دلت على ذلك السنة المطهرة بقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا (١)».

فهذا الحديث يؤكد أهمية وجود العلماء كضمانة للاستقامة على الحق، وأن فقدهم سبب عظيم من أسباب انحراف الناس وضلالهم، ولا ريب أن هذا يؤكد ضرورة العناية بالعلم الشرعي واستمرار وجود العلماء في الأمة، واستمرار وجود من يأخذ عنهم ويتتلمذ عليهم، ليكون خليفة لهم، وقد كان هذا بحمد الله مستمرا في الأمة الإسلامية طوال قرون، وإن ضعف الالتزام به في بعض الأزمنة والأمكنة وفي بعض الأحوال.

وقد نبه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلى أهمية العلم وكونه مضادا لمظاهر الانحراف وعاملا من عوامل


(١) متفق عليه، رواه البخاري في كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم، رقم الحديث ٩٨، ومسلم في كتاب العلم باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل رقم ٢٦٧٣.