للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منيع أمام دعاة الانحراف الفكري، ومنهم دعاة التنصير وغيره من العقائد الفاسدة، ومما يؤكد ذلك في الواقع أن المنصرين في دول الخليج بالرغم مما بذلوه من جهود وأموال ووقت طويل في محاولات التنصير، لم ينجحوا في تنصير عدد يكافئ الجهود التي بذلوها والمال الذي أنفقوه، إذ يذكر المؤرخون المتابعون لحركة التنصير أنه لم يتنصر في منطقة الخليج بأسرها سوى أربعة أشخاص، غير أن أحد الباحثين في هذا المجال ذكر عددا أكبر لمن تنصروا في البحرين وحدها منذ بداية عمل المنصرين فيها في نهاية القرن الثالث عشر الهجري إلى وقت كتابة البحث عام ١٤١٤ هـ حيث ذكر سبعة عشر فردا بين نساء ورجال غير أن معظمهم من اللقطاء الذين ربتهم الكنائس وهم صغار، وبعضهم من النساء الجاهلات الفقيرات جدا احتجن لمعونة المنصرين وتابعنهم على دينهم (١)، مقارنة بما بذل من جهود كبيرة استمرت لأكثر من نصف قرن، وسبب ذلك وضوح العقيدة وسلامتها لدى السكان، بينما لاقت الجهود التنصيرية نجاحا واضحا في البلاد التي يكثر فيها الجهل بالدين مثل بعض الجزر الإندونيسية التي يغلب على أهلها الجهل بالعقيدة الصحيحة، ويكون


(١) إبراهيم الخدري، التنصير في البحرين ج ٢ ص ٤٢٠ - ٤٢٣.