للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى التغيير]

قال الراغب الأصفهاني في مفرداته: التغيير يقال على وجهين: أحدهما لتغيير صورة الشيء دون ذاته، يقال: غيرت داري إذا بنيتها بناء غير الذي كان. والثاني لتبديله بغيره نحو: غيرت غلامي ودابتي إذا أبدلتهما بغيرهما نحو قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (١).

وقال في اللسان: (وتغير الشيء عن حاله: تحول، وغيره حوله وبدله كأنه جعله غير ما كان وفي التنزيل العزيز {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (٢) قال ثعلب: معناه حتى يبدلوا ما أمرهم الله.

والغير الاسم من التغيير، وأنشد عن اللحياني قوله:

إذ أنا مغلوب قليل الغير ... . . . . . . . . .

قال: ولا يقال إلا غيرت، وذهب اللحياني إلى أن الغير ليس بمصدر، إذ ليس له فعل ثلاثي غير مزيد، وغير عليه الأمر: حوله. وتغايرت الأشياء اختلفت، والمغير الذي يغير على بعير أداته ليخفف عنه ويريحه. . .

وغير الدهر: أحواله المتغيرة: وورد في حديث الاستسقاء «من يكفر بالله يلق الغير» أي تغير الحال وانتقالها من الصلاح إلى الفساد.

والمتأمل فيما أورده الراغب واللسان يجد الكلمة تأتي لثلاثة معان:

أحدها: تغيير صورة الشيء دون ذاته، وثانيها: تبديله بغيره وهو معنى تحويله وجعله غير ما كان، وثالثها: التخفيف وإصلاح شأن الشيء كما يخفف صاحب البعير عن بعيره من رحله ويصلح من شأنه، وبحثنا سيكون في التغيير بمعنى


(١) سورة الرعد الآية ١١
(٢) سورة الأنفال الآية ٥٣