وكان الخوارج وهم أول الفرق ظهورا قد أظهروا المخالفة فسلبوا الإيمان عن مستحقيه، فكفروا خيار المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم، زعموا أن مرتكب الكبيرة فاقد الإيمان، ثم قابلهم آخرون، زعموا أن إيمان أصحاب الكبائر كإيمان أبي بكر وعمر وأن زوال جميع عمل الجوارح لا يزيل الإيمان، وهؤلاء هم المرجئة القدماء ثم ازداد الإرجاء غلوا بإخراج عمل القلب من الإيمان كما تقوله الجهمية.
وهدى الله أهل السنة والجماعة فسلكوا الطريق القويم والصراط المستقيم، تمسكوا بما جاء عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، فلم يأخذوا بقول الخوارج ولا بقول المرجئة.
ولهذا كانت مسائل الإيمان جديرة بالاهتمام والعناية ودراستها وإيضاحها للناس كما دل عليها الكتاب والسنة أمر مطلوب شرعا.
فالخطأ في اسم الإيمان ليس كالخطأ في اسم محدث، ولا كالخطأ في غيره من الأسماء إذ كانت أحكام الدنيا والآخرة متعلقة باسم الإيمان والإسلام والكفر والنفاق (١).
ومن المسائل المهمة في الإيمان ولها شأن عظيم فيه: مسألة منزلة