فالعمل جزء من أجزاء الإيمان الأربعة، فلا يقال العمل شرط كمال أو أنه لازم له، فإن هذه أقول المرجئة.
ولا نعلم لأهل السنة قولا بأن العمل شرط كمال، وكذا قول من قال: لا كفر إلا باعتقاد فهذا قول المرجئة. " (١).
٥ - أن هذا القول توافق عليه المرجئة المعاصرون من الحنفية وغيرهم، ممن يقول بقول المرجئة القدماء ولا يرونه مخالفا لمذهبهم، ولهذا قال محمد أنور الكشميري الديوبندي ـ أحد علماء الحنفية المعاصرين ـ:
العمل هل هو جزء للإيمان أم لا فالمذاهب فيه أربعة:
قال الخوارج والمعتزلة: إن الأعمال أجزاء للإيمان، فالتارك للعمل خارج عن الإيمان عندهما، ثم اختلفوا، فالخوارج أخرجوه عن الإيمان وأدخلوه في الكفر، والمعتزلة لم يدخلوه في الكفر، بل قالوا بالمنزلة بين المنزلتين.
والثالث مذهب المرجئة فقالوا: لا حاجة إلى العمل ومدار النجاة هو التصديق فقط، فصار الأولون والمرجئة على طرفي نقيض.