للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار (١)». (٢).

وقد علق الحافظ ابن حجر على هذا الحديث فقال: (خصوا بهذه المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن معه، والقيام بأمرهم، ومساواتهم بأنفسهم وأموالهم، وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور على أنفسهم، فكان صنيعهم لذلك موجبا لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجبا للحسد، والحسد يجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم، والترغيب في حبهم حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق تنويها بعظم فضلهم، وتنويها على كريم فعلهم، وإن كان شاركهم في معنى ذلك مشارك لهم في الفضل المذكور كل بقسطه) (٣).

ز ـ إن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنهم، لا كان ولا يكون أحد مثلهم، فهم (أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم) (٤).


(١) صحيح البخاري الإيمان (١٧)، صحيح مسلم الإيمان (٧٤)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٥٠١٩)، مسند أحمد (٣/ ١٣٠).
(٢) البخاري مع الفتح (١/ ٦٢).
(٣) ابن حجر، فتح الباري (١/ ٦٣).
(٤) ابن القيم، أعلام الموقعين (٤/ ١٣٩).