للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غير أن الأمة الإسلامية قد تعرضت في هذا العصر لمحن عصيبة، وفتن خطيرة، ومن هذه الفتن ما يشنه الغرب وأتباعه من العلمانيين وغيرهم حول صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عنهم، من مكائد وشبهات، وذلك لتشويه صورتهم والطعن فيهم، متذرعين بما حدث بينهم من بعض الاختلافات، ليقوم هؤلاء المغرضون باستغلال الروايات الملفقة، وتحريف بعضها، والزيادة والنقص على البعض الآخر، وما هذا إلا للطعن في الإسلام، وتشكيك المسلمين في الدين، وزعزعة ثقتهم في المجتمع الإسلامي الأول مجتمع الصحابة الكرام.

ولما كان شعار العلمانيين الوقيعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم فإن الذب والدفاع عنهم من أجل القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فهم الصفوة الذين اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونشر دينه في العالمين.

ولما كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ هم كتاب الوحي، ونقلته، ومنبع العلم الإسلامي وحملته، وحماة الشريعة الإسلامية وحفظتها فإن الطعن فيهم هو طعن في الشريعة لأنهم نقلتها، بل الطعن فيهم طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يفضي إلى أخطار جسيمة على الأمة الإسلامية من أهمها ما يلي: