للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي، ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة، وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله".

ولهذا كانت الشيعة المتقدمون الذين صحبوا عليا أو كانوا في ذلك الزمان - كما يقول ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية" - "لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر حتى ذكر مثل ذلك أبو القاسم البلخي قال سأل سائل شريك بن عبد الله بن أبي نمر فقال له: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر، فقال له السائل: أتقول هذا وأنت من الشيعة؟ فقال: نعم إنما الشيعي من قال مثل هذا، والله لقد رقى علي هذه الأعواد. فقال: "ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر "، أفكنا نرد قوله؟ أكنا نكذبه؟ والله ما كان كذابا" (١).


(١) ابن تيمية، منهاج السنة النبوية ج: ١ ص١٣، ١٤