للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالمؤمن ليس في قلبه غل للذين آمنوا، وكل من يكره الصحابة رضي الله تعالى عنهم ليس داخلا فيمن جاء بعد عصر الصحابة من المؤمنين، ومن ثم فقد أخرج الله بهذه الآية وغيرها شاتم الصحابة من الإيمان، وجميع الفرق الذين في قلوبهم غل لهم إلى يوم القيامة ليسوا من هذه الأمة؛ "ولهذا منعهم كثير من الأئمة الفيء وحرموه عليهم" (١).

وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعني؛ فعن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم: «آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار (٢)».

وقد خصص القاسمي خاتمة كتابه "إيثار الحق على الخلق" (٣) في حب من أحبه الله ورسوله وأمر بحبه من القرابة والصحابة، وبين في هذه الخاتمة كيف دلت النصوص الجمة المتواترة على وجوب محبتهم وموالاتهم وأن يكون معهم؛ ففي الصحيح: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا (٤)».


(١) حافظ حكمي، معارج القبول، ج: ٣، ص ١٢٠٣
(٢) رواه البخاري، كتاب بدء الوحي، ٩ باب علامة الإيمان حب الأنصار، حديث ١٧ ج١، ص١٤
(٣) محمد بن إبراهيم إيثار الحق على الخلق، ص ٤١٦
(٤) مسلم كتاب الإيمان، باب ٩٣، وأبو داود، كتاب الأدب، باب ١٣١