كتاب مجلة البحوث الإسلامية

التمهيد - تأهيل القاضي والمفتي بالخبرة والتجربة - ج: 78 - ص: 248

البوادي، قال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة (١)».

ولا غرو في ذلك، فتلقي الشيء من صفته العملية والتردد فيه واكتساب الخبرة مما يعين على أدائه وإتقانه.

والتعرف على الأحكام الموضوعية لكل فن لا يغني عن اكتساب الخبرة والتجربة بمباشرته والاشتغال به مدة من الزمن وتلقيه من أربابه الذين حنكتهم السنون وأيدتهم التجربة، فالتجربة أصل في كل فن، ومعنى مفتقر إليه في كل علم (٢).

يقول القرافي (ت: ٦٨٤هـ) في حاجة القاضي إلى الخبرة وغيرها من الصفات للتفطن في وجوه حجج الخصوم: " فهذا باب آخر عظيم يحتاج إلى فراسة عظيمة ويقظة وافرة وقريحة باهرة ودربة مساعدة وإعانة من الله - تعالى - عاضدة، فهذا كله محتاج إليه

---

(١) متفق عليه، فقد أخرجه البخاري واللفظ له ١/ ٣٤، كتاب العلم، باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم، ١/ ٣٩، كتاب العلم، باب الفهم في العلم، ١/ ٦١، كتبا العلم، باب الحياء في العلم، ٢/ ٧٦٨، كتاب البيوع، باب بيع الجمار وأكله، ٥/ ٢٠٧٥، كتاب الأطعمة، باب أكل الجمار، ٥/ ٢٠٧٦، كتاب الأطعمة، باب بركة النخل، ٥/ ٢٢٦٨، كتاب الأدب، باب ما لا يستحيى من الحق للتفقه في الدين، ٥/ ٢٢٧٥، كتاب الأدب، باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال، ومسلم ٤/ ٢١٦٤، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب مثل المؤمن مثل النخلة.
(٢) كتابنا: المحقق الجنائي في الفقه الإسلامي١٠٠.