للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلاصة القول: أن قضية الموت هذه لا ينازع فيها أحد - أيا كان، فكل إنسان يؤمن بها - طوعا أو كرها - وكل حي خاضع لتنفيذها، وإمضائها، عند الأجل الذي سماه الله لها، واستأثر -سبحانه - بعلم زمانها ومكانها: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (١)، {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (٢).

مسألة اتفق فيها المسلم والكافر، والمؤمن الرباني والزنديق الملحد، والشرقي والغربي - كما يقولون. . . وإن كنتم في شك من هذا - فهاتوا واحدا من العقلاء أي واحد يقول: (إنني لن أموت).

الله أكبر. . . {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} (٣) {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} (٤).

{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (٥) - إي والله {ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (٦) هذه هي: قضية البعث، نوأم الموت وشقيقه، نعم، توءمه في قبضة القدرة، وشقيقه في دائرة الإمكان العقلي، ونظيره وقرينه في تيقن الوقوع الفعلي.

هذه القضية التي تعتبر أصلا من أصول دين الله الإسلام، والتي دعا كل نبي إلى الإيمان بها مع الإيمان بالله وتوحيده، {اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ} (٧)


(١) سورة لقمان الآية ٣٤
(٢) سورة النحل الآية ٦١
(٣) سورة الأنعام الآية ٦١
(٤) سورة الأنعام الآية ٦٢
(٥) سورة السجدة الآية ١١
(٦) سورة السجدة الآية ١١
(٧) سورة العنكبوت الآية ٣٦