للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروايته من أصح الروايات لأنها من آخر ما أملى أبو داود فقد سمع السنن مرات عديدة كانت آخرهن في السنة التي توفي فيها أبو داود: سنة ٢٧٥ هـ.

وقد روى عن اللؤلؤي هذه السنن القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي أبو عمر، وهو ممن ترجم له الخطيب (١) وذكر أنه من أهل البصرة وعدد أساتذته فذكر منهم اللؤلؤي وعبد الفاخر بن سلامة الحمصي ومحمد بن أحمد الأثرم وعلي بن إسحاق المارديني ويزيد بن إسماعيل الخلال ومحمد بن الحسين الزعفراني الواسطي، وأثنى عليه الخطيب (٢) فقال: (" كان ثقة أمينا، ولي القضاء بالبصرة، وسمعت منه بها " سنن أبي داود ") وذكر أنه ولد سنة ٣٢٢ وتوفي سنة ٤١٤ هـ.

وقد روى عن القاسم الهاشمي هذه السنن الخطيب البغدادي المتوفى سنة ٤٦٣ والخطيب البغدادي إمام ثقة ذائع الصيت (٣).

ورواية الخطيب هي التي اعتمدت بالنسبة للشائع مع نسخ أبي داود برواية اللؤلؤي.

ومن المفيد أن نذكر أن ابن عساكر المتوفى سنة ٥٧١ قد ألف كتابه " الإشراف على معرفة الأطراف " (٤) الذي جمع فيه أطراف " سنن أبي داود " معتمدا على رواية اللؤلؤي (٥). أما المزي المتوفى سنة ٧٤٢ هـ فقد جمع في كتابه " تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف " أطراف أحاديث " سنن أبي داود " من الروايات الأربعة وهي روايات: اللؤلؤي، وابن داسة، وابن العبد، وابن الأعرابي، بحيث يورد حديث السنن ثم يقول: أخرجه أبو داود في باب كذا، فإن كان ذلك الحديث موجودا في رواية اللؤلؤي يسكت عنه ولا يقول: إن هذا الحديث من رواية اللؤلؤي سواء كان ذلك الحديث في باقي الروايات الثلاثة موجودا أم لا. وإن لم يكن الحديث من رواية اللؤلؤي، بل من رواية الثلاثة الآخرين أو من رواية واحد منهم فيقول بعد إخراجه: حديث أبي داود في رواية ابن داسة مثلا أو رواية ابن العبد مثلا أو في رواية ابن الأعرابي مثلا أو في رواية هؤلاء الثلاثة أو اثنين منهم (٦).

٢ - أبو بكر محمد بن بكر بن عبد الرازق بن داسة التمار:

المتوفى سنة ٣٤٦ هـ. وروايته مشهورة ولا سيما في بلاد المغرب وتقارب رواية اللؤلؤي. والاختلاف بينهما غالبا بالتقديم والتأخير (٧).


(١) " تاريخ بغداد " ١٢/ ٤٥١.
(٢) " تاريخ بغداد " ١٢/ ٤٥١.
(٣) انظر ترجمته في " طبقات الشافعية " ٣/ ١٢ و " وفيات الأعيان " و " معجم الأدباء " ١/ ٢٤٨.
(٤) " ومخطوطته موجودة في مصر في دار الكتب المصرية (انظر " تحفة الأشراف " ١/ ٤ تعليق رقم ٥).
(٥) " عون المعبود " ٤/ ٥٤٨.
(٦) " عون المعبود " ٤/ ٥٤٨.
(٧) " المنهل العذب المورود " لمحمود خطاب السبكي ١/ ١٩ و " عون المعبود " ٤/ ٥٤٧.