للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إيمانا وكفرا، وطاعة وعصيانا، وعدلا وظلما، فإرادة الله اقتضت وجود ذلك، ليمتحن الله الخلق، ويبتليهم بالشر والخير فتنة، ثم إلى الله الرجوع، ومطلق الاختلاف هو سنة الله تعالى، فقد خلق من كل شيء زوجين، فالسماء والأرض، والذكر والأنثى، والحرارة والبرودة، وهذا تناسب، وليس اختلافا في خلقه تعالى.

وأيضا: فإن أول الآية حجة عليهم، وهو قوله تعالى: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} (١).

يقول الباقلاني في معرض رده على استدلال المعتزلة بهذه الآية: " إن أول الآية حجة عليهم؛ لأنه سبحانه وتعالى قال: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} (٢) الآية، وبين الموت والحياة تفاوت؛ وهو خالق الجميع، لا خالق لذلك غيره، فكذلك كفر الكافرين، وإيمان المؤمنين، وإن كان بينهما تفاوت في الحكم، فليس بينهما تفاوت في الإيجاد والاختراع، وإحكام الخلق، فصح أن الآية حجة عليهم لا لهم " (٣). وبهذا يظهر بطلان استدلال المعتزلة بهذه الآية. والله أعلم.


(١) سورة الملك الآية ٢
(٢) سورة الملك الآية ٢
(٣) الإنصاف ص (١٣٣).