للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مناقشة الشبهة:

إن معنى الآية أن الله - سبحانه وتعالى - ما خلق السماوات والأرض وما بينهما - عبثا ولعبا - على ما يتوهمه من زعم أنه لا حشر ولا نشر ولا ثواب ولا عقاب، بل خلقهما بالحق للاعتبار بهما والاستدلال على خالقهما؛ ومن ثم إثابة المتقين الطائعين، ومجازاة المذنبين والكافرين. ولذا قال تعالى بعدها: {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} (١) يعنى من إنكارهم الثواب والجزاء والعقاب (٢).

وعلى ذلك فقولهم: إن معنى الآية " نفي أن يكون في خلقه باطل غير صحيح "، وإذا كان غير صحيح؛ بطل استدلالهم بالآية، والله أعلم.

يقول الحافظ ابن القيم: وهو يرد على من يزعم أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الخلق لغاية ولا لحكمة، يقول: النوع الحادي عشر إنكاره سبحانه على من زعم أنه لم يخلق الخلق لغاية ولا لحكمة لقوله: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} (٣)، وقوله: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} (٤)، وقوله: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} (٥) {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} (٦)، والحق هو الحكم والغايات


(١) سورة ص الآية ٢٧
(٢) التسهيل لابن جزي (٣/ ٤٠٠)، وانظر تفسير الطبري (٢/ ١٧٣)، وتفسير القرطبي (٥/ ١٩١).
(٣) سورة المؤمنون الآية ١١٥
(٤) سورة القيامة الآية ٣٦
(٥) سورة الدخان الآية ٣٨
(٦) سورة الدخان الآية ٣٩