للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مضافة إلى الله تعالى " (١).

مناقشة الشبهة:

يقال لهم: ليس " أحسن " من معنى " حسن "؛ وإنما معناها أنه يحسن ويعلم كيف يخلق، كما يقال: فلان يحسن الظلم، ويحسن السفه، ويحسن فعل الخير والجميل، أي: يعلم كيف يفعل ذلك (٢).

يقول ابن الجوزي: " قوله تعالى: {أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} (٣) الآية، أي: لم يتعلمه من أحد كما يقال: فلان يحسن كذا، إذا علمه، قاله مقاتل والسدي " (٤)، وعلى ذلك، فقولهم: إن أحسن من معنى حسن باطل، وعليه فيبطل استدلالهم بالآية، وقد سبق الرد على مثل هذه الشبهة في الرد على الشبهة الأولى.

ومن شبه القدرية قولهم:

لما كانت القبائح - من الكفر والظلم والمعاصي وغير ذلك - كلها غير متقنة ولا حسنة قطعنا بأن الله لم يخلقها.

كما قالوا: إن هذه القبائح لو كانت مرادة لكان الله مريدا خلاف ما يأمر به، وهذا سفه، أو لكان الفاعل لهذه الأشياء موافقا لمراد الله فيكون مثابا طائعا، ولو كانت مرادة لله لوجب الرضا بها، ومعلوم أن الرضا


(١) شرح الأصول الخمسة ص (٣٥٧).
(٢) التمهيد للباقلاني ص (٣١٢).
(٣) سورة السجدة الآية ٧
(٤) زاد المسير في علم التفسير (٦/ ٣٣٤).