للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا وجه لحملها على الإرشاد إلى طريق الجنان، فإن الله تعالى علق الهداية على مشيئته وإرادته واختياره، وكل مستوجب الجنان فحتم على الله - عند المعتزلة - أن يدخله الجنة). (١).

وأما تأويلهم إضلال الله تعالى لبعض خلقه على معنى: وجده ضالا، أو عاقبه، أو حكم عليه وسماه، وشهد عليه بذلك، وجعل له علامة على ذلك، أو أضله عن زيادة الهدى، أو عن طريق الجنة، وحملهم آيات الإضلال على ذلك فغير صحيح، لا لغة ولا شرعا (٢).

يقول أبو الحسن الأشعري في رده على تأويلات القدرية هذه: (فمن أين وجدتم في لغة العرب أن يقال: أضل فلان فلانا، أي: سماه ضالا؟ فإن قالوا: وجدنا القائل يقول: إذا قال رجل لرجل ضال: " قد ضللته "، قيل لهم: قد وجدنا العرب يقولون: " ضلل فلان فلانا " إذا سماه ضالا، ولم نجدهم يقولون: " أضل فلان فلانا " بهذا المعنى، فلما قال الله عز وجل: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} (٣)، لم يجز أن يكون معنى ذلك الاسم والحكم، إذا لم يجز في لغة العرب أن يقال: " أضل فلان فلانا " إذا سماه ضالا، بطل تأويلكم إذ كان خلاف لسان العرب). (٤).


(١) الإرشاد للجويني ص (٢١٢).
(٢) انظر متشابه القرآن ص (٦٥ - ٦٧).
(٣) سورة إبراهيم الآية ٢٧
(٤) الإبانة للأشعري ص (٦٦، ٦٧).