للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالبعث والجزاء تحقيقا لعدالته وحكمته - ولكنها أخطأت في مفهوم البعث، فقالوا: إنه بعث روحي لا جسمي، وإن الله العدل الحكيم سيجزي الأرواح على الخير خيرا وعلى السوء سوءا - أما الأجساد - فقد بليت ولن تعود.

نسأل هذه الطائفة: لقد اعترفتم بالإله، وبعدله - وهذا حق {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (١) فما سبب إنكاركم للبعث الجسماني - مع أن الإله قد أخبر عنه ووعد به نصا صريحا لا يحتمل غير الحقيقة السافرة التي لا تجوز فيها ولا كناية، واقرءوا ذلك في مئات الآيات وعشرات السور من كتاب الله، وكلماته التامة صدقا وعدلا. ولولا خشية الإطالة لسبحت بكم سبحا طويلا في هذه الآيات البينات التي لا تحف بها أي قرينة تصرفها عن المعنى الحقيقي إلى مجاز أو كناية.


(١) سورة الكهف الآية ٤٩