للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعنى الثاني: العلوم التي تلازم الإنسان العاقل؛ فتقع في نفسه ابتداء، ولا تنفك عن ذاته؛ كالعلم بالممكنات، والواجبات، والممتنعات.

وهذا معنى من معاني العقل؛ إذ ثمة علوم (تخرج إلى الوجود في ذات الطفل المميز، بجواز الجائزات، واستحالة المستحيلات؛ كالعلم بأن الاثنين أكثر من الواحد، وأن الشخص الواحد لا يكون في مكانين في وقت واحد) (١)، وأن (الشيء لا يخلو من وجود أو عدم، وأن الموجود لا يخلو من حدوث أو قدم، وأن من المحال اجتماع الضدين) (٢). وهذه العلوم " تشمل جميع العقلاء " (٣).

المعنى الثالث: العلوم المستفادة من التجارب، والمكتسبة بواسطة العقل، والتي يضبطها الإنسان، ويمسكها (٤).

وهذا العقل يعد نتيجة للعقل الغريزي، وهو (نهاية المعرفة، وصحة السياسة، وإصابة الفكرة. وليس لهذا حد؛ لأنه ينمو إن استعمل، وينقص إن أهمل " (٥).


(١) الغزالي، مصدر سابق، ص ٥٩.
(٢) الماوردي، مصدر سابق، ص ٧.
(٣) ابن حسن، مرجع سابق، ١/ ١٥٩.
(٤) الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، ١٤٠٣هـ، ٤/ ٨٥.
(٥) الماوردي، مصدر سابق، ص ٧.