للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعنه يقول الغزالي (ت ٥٠٥هـ): (الثالث: علوم تستفاد من التجارب بمجاري الأحوال؛ فإن من حنكته التجارب، وهذبته المذاهب، يقال إنه عاقل في العادة، ومن لا يتصف بهذه الصفة، يقال إنه غبي، غمر، جاهل. فهذا نوع آخر من العلوم يسمى عقلا) (١).

ونماء هذا النوع يكون بأحد أمرين، هما:

١ - كثرة الاستعمال؛ كالذي يحصل لذوي الأسنان من الحنكة، وصحة الرؤية، بكثرة التجارب، وممارسة الأمور.

٢ - وفرط الذكاء، وحسن الفطنة (٢).

ولقد كانت العرب تقول: " العقل: التجارب " (٣)، وقد سئل بعضهم عن العقل، فقال: لب أعنته بتجريب (٤).

وهذه التجارب ليس لها غاية، والعقل منها في ازدياد، كما قال أحدهم:

ألم تر أن العقل زين لأهله ... وأن كمال العقل طول التجارب (٥)

فكلما كثرت تجارب الإنسان، زاد عقله، بسبب ازدياد علومه.


(١) الغزالي، مصدر سابق، ص: ٦٠
(٢) الماوردي، مصدر سابق، ص ٧، ٨.
(٣) ابن أبي الدنيا، مصدر سابق، ص ٥٢.
(٤) المصدر نفسه، ص ٥٠.
(٥) ابن عبد ربه، مصدر سابق، ٢/ ١٠٩.