للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شريك له " (١)؛ أي لدلهم ذلك على أنه المعبود بحق وحده.

فالعاقل - كما قال سفيان بن عيينة (ت ١٩٨هـ) -: " ليس الذي يعرف الخير من الشر، ولكن العاقل الذي يعرف الخير فيتبعه، ويعرف الشر فيجتنبه " (٢).

لذلك لما وصف رجل - ممتنع عن الدخول في الإسلام - بالعقل أمام أحد العلماء، قال: (مه، إنما العاقل من وحد الله، وعمل بطاعته) (٣).

والله تعالى قد حكى عنهم قولهم - وهم في النار -: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (٤).

" وقد كانت لهم عقول وأسماع، لزمتهم بها الحجة لله عز وجل، وإنما عنى عز وجل أنها لم تعقل عن الله فهما لما قال؛ من عظيم قدره، وقدر عذابه، فندمت، وتأذت بالويل والندم، لا لأنها لم تكن تسمع ولا تعقل، ولا كانوا مجانين، ولكن يعقلون أمر الدنيا، ولا يعقلون عن الله ما أخبر عنه، وتوعد ووعد " (٥).


(١) المحاسبي، مصدر سابق، ص ٣١.
(٢) ابن أبي الدنيا، مصدر سابق، ص ٥٩.
(٣) الأصفهاني، ١٤٠٨ هـ، ص ٩٦.
(٤) سورة الملك الآية ١٠
(٥) المحاسبي، مصدر سابق، ص ٣١.