للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما الدخان، فإنه محرم؛ لما يشتمل عليه من الضرر، ولما يجلبه من المفاسد؛ ولأن صاحبه يلحق الضرر بنفسه فيجلب عليه أمراضا كثيرة، ويحصل بتعاطيه نقص على الإنسان في نفسه، فالطب الحديث كشف لنا من أضرار التدخين الأمر العظيم الذي لا يبقي شكا عند أي مسلم أن الشريعة محرمة له؛ لأنه ضار لا منفعة فيه، وهو من الخبائث التي أخبر الله عز وجل في كتابه أنه بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بتحريمها: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (١).

ومجالس أهل الفسوق على قسمين: فهناك من يجالسهم ليدعوهم إلى الله عز وجل، ويحاول إنقاذهم وتخليصهم عما هم فيه، لعل الله أن يفتح على قلوبهم ويهديهم على يديه، وهناك من يجالسهم مستسيغا لأفعالهم، لا يغار مما فعلوه من محارم الله عز وجل، ولا يصيبه حزن على ما اقترفوه، وإنما يجاملهم وإن كان يعلم أنهم على باطل. فإن هذا عاص لله ومرتكب خطأ عظيما، نسأل الله لنا ولكم العافية، يقول الله عز وجل في صفة عباده: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} (٢) ويقول سبحانه: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} (٣).


(١) سورة الأعراف الآية ١٥٧
(٢) سورة الفرقان الآية ٧٢
(٣) سورة الأنعام الآية ٦٨