أما في السنة النبوية، فقد وردت أحاديث عديدة في فضل القرآن بصفة عامة، وفي فضل سور منه أو أحاديث خاصة، ففي موطن الهداية، والمخرج من الفتن، أورد ابن الأثير، في كتابه:(جامع الأصول في أحاديث الرسول) عن الحارث بن عبد الله الهمداني - الأعور - قال: «مررت في المسجد، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي رضي الله عنه، فأخبرته فقال: أوقد فعلوها؟ قلت: نعم قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إنها ستكون فتنة، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا:
(١) تفسير أبي السعود: إرشاد العقل السليم، إلى مزايا الكتاب الكريم ٣/ ٤٢٧.