حاجتك؟ قال: جئت أسألك عن حالك، نشدتك بالله، هل حبست نفسك في هذه الصومعة، إلا لآية تجدها في التوراة؟ إن أصحاب رؤوس الصوامع البيض، هم خيار عباد الله، عند الله يوم القيامة!
قال: اللهم نعم، قال: فنشدتك بالله، هل تجد في الآية التي تتلوها، أنهم الشعث الغبر الذين أولادهم يتامى، لغيبة آبائهم، وليسوا يتامى، ونساؤهم أيامى لغيبة أزواجهن، ولسن بأيامى، أزودتهم على عواتقهم، تحملهم أرض، وتضعهم أخرى، يجاهدون في سبيل الله، هم خيار عباد الله؟
قال: اللهم نعم، قال كعب: فإن هذه ليست تلك الصوامع، إنما هي فساطيط أمة محمد عليه الصلاة والسلام، يغزون في سبيل الله، وليس هذه الصومعة التي حبست نفسك فيها، فنزل إليه الراهب، فأسلم وشهد معه شهادة الحق، وغزا معه الروم، وانصرف إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأعجب عمر بإسلامهما. . . فكانت الرهبانية بدعة منهم، كما أخبر الله سبحانه عن قوم عيسى عليه السلام:{وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا}(١) الآية.