للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هؤلاء المحدثين، الذي يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب، وقد أورد الشيخ عبد العزيز بن باز، في شرحه المطول لهذا الحديث، ما يزكى فيه كعب الأحبار ويوثقه.

وفي قول معاوية: (لنبلو عليه الكذب) والمراد بالمحدثين: أنداد كعب، ممن كان من أهل الكتاب وأسلم، فكان يحدث عنهم، وكذا من نظر في كتبهم، فحدث عما فيها. قال: ولعلهم كانوا مثل كعب، إلا أن كعبا أشد منهم بصيرة، وأعرف بما يتوقاه، وقال ابن حبان في كتاب الثقات أراد معاوية أنه يخطئ أحيانا فيما يخبر به، ولم يرد أنه كان كذابا، وقال غيره: الضمير في قوله: (لنبلو عليه) للكتاب لا لكعب، وإنما يقع في كتابهم الكذب، لكونهم بدلوه وحرفوه.

وقال عياض: يصح عوده على الكتاب، ويصح عوده على كعب وعلى حديثه، وإن لم يقصد الكذب، ويتعمده، إذ لا يشترط في مسمى الكذب التعمد، بل هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، وليس فيه تجريح لكعب بالكذب، وقال ابن الجوزي (٥٠٨ – ٥٩٧ هـ) المعنى أن بعض الذي يخبر به كعب، عن أهل الكتاب يكون كذبا، لا أنه يتعمد الكذب، وإلا فقد كان من أخيار الأحبار.

ثم جاء في الختام، ما يدل على أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، يميل إلى نفي الكذب، عن كعب وتعمده، استنادا على أقوال