للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشهب، فرجعت الشياطين، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: وما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها. فمر الذين توجهوا نحو تهامة، بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو بـ (نخلة) قائم يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن، قالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فرجعوا لقومهم، (٣)».

والثاني: أنهم صرفوا إليه، لينذرهم، وأمر أن يقرأ عليهم القرآن هذا مذهب جماعة منهم قتادة. وفي رواية لمسلم من «حديث علقمة، قال: لعبد الله: من كان منكم مع النبي، ليلة الجن؟ فقال: ما كان معه أحد، فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة، فخفنا عليه فانطلقنا نطلبه في الشعاب، فلقيناه مقبلا من نحو حراء، فقلنا: يا رسول الله أين كنت؟ لقد أشفقنا عليك. فقال: إنه أتاني داعي الجن، فذهبت أقرئهم القرآن (٤)».

وقال قتادة: «ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني أمرت أن أقرأ على الجن، فأيكم يتبعني؟».

والثالث: أنهم مروا به وهو يقرأ، فسمعوا القرآن.


(١) البخاري الأذان (٧٣٩)، مسلم الصلاة (٤٤٩)، الترمذي تفسير القرآن (٣٣٢٣)، أحمد (١/ ٢٥٢).
(٢) سورة الجن الآية ١ (١) {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}
(٣) سورة الجن الآية ٢ (٢) {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}
(٤) مسلم الصلاة (٤٥٠)، الترمذي تفسير القرآن (٣٢٥٨)، أحمد (١/ ٤٣٦).