فذكر بعض المفسرين: أنه لما يئس من أهل مكة أن يجيبوه، خرج إلى الطائف ليدعوهم إلى الإسلام، فلما كان ببطن نخلة، قام يقرأ القرآن في صلاة الفجر، فمر به نفر من أشراف جن نصيبين، فاستمعوا القرآن، فعلى هذا القول، والقول الأول لم يعلم بحضورهم، حتى أخبره الله تعالى. وعلى القول الثاني علم بهم، حين جاءوا، وفي المكان الذي سمعوا فيه تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم قولان: أحدهما الحجون وبه قال ابن مسعود وقتادة، والثاني بطن نخلة عن ابن عباس، وبه قال قتادة. وأما النفر فقد اختلف في عددهم، أما دينهم فاليهودية (١).
وذكر هود بن محكم الهواري (من علماء القرن الثالث الهجري) في تفسيره، على سورة الأحقاف قائلا: ذكر بعضهم «أن جن نصيبين، أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليهم القرآن، فقالوا: يا رسول الله زودنا، فقال: كل روثة لكم خضرة، وكل عظم لكم عرق، فقالوا: يا رسول الله إن أمتك ينجسونه علينا، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يستنجى بعظم أو روثة».
(١) زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ج ٧ ص ٣٨٧ - ٣٩٠ باختصار.