للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} (١) {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (٢).

٦ - ودخل في دين الله الحق ربان سفينة أسباني، عاش حياته كلها في البحار، وفى يوم من الأيام، تلاطمت المياه، وارتفع الموج، وترادفت السحب، فازداد الظلام، وأيقن بالهلاك، فصار من رجال بحارته، رجل مسلم، لاحظ عليه الهدوء، والهمهمة بكلمات باللغة العربية لم يفهمها (الربان)، فتعجب منه وهدوئه، وكل من في السفينة، قد أصابهم الهلع لما يرون من بوادر الهلاك، فاستدعاه (الربان)، ليسأله عما يقول، وما رأيه في الوضع ... فقال: كنت أدعوا ربي وأقرأ آيات من كتاب الله .... قال: ما هي؟ فقرأ عليه قول الله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} (٣) {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} (٤).


(١) سورة فاطر الآية ٢٧
(٢) سورة فاطر الآية ٢٨
(٣) سورة النور الآية ٤٠
(٤) سورة النور الآية ٤١