فلما كرر عليه معنى هاتين الآيتين الكريمتين، وجه الربان، لهذا الرجل المسلم القول: هل كان محمد ممن يركبون البحر؟ فأجابه بلا، وأنه لم يعرف عنه حتى السفر بالبحر.
قال: أنا لي أربعون سنة أعمل في البحر، وأول مرة يمر بي مثل هذا الاضطراب في البحر، وهذه الظلمات المتراكمة بعضها فوق بعض، وهذا - ما دام محمد لم يكن ممن يسافر في البحر - يدلنا على أن ما قلته: عن كتابكم القرآن، أنه ليس من كلام محمد - كما يصور لنا - غير صحيح ... والآن نؤمن بأنه جاء من قوة أعلا .... بمثل هذا الوصف الدقيق.
وبعد ما نصل لليابسة، وينقذنا الله من هذا الهلاك والأعاصير، سأتعلم الإسلام وأتفهم القرآن .. وقد حصل هذا بعد ذلك وأسلم.
٧ - ومن يقرأ حكايات من أسلموا في كل مكان، يجد آثار القرآن، منطبعة في قلوبهم، بعدما جذبتهم عظمة القرآن، ودلالاته العميقة، التي سبقت العلوم الجديدة في حياة البشر، ذلك أنه شرع الله إلى الثقلين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وقد أحاط من أنزله سبحانه كل شيء علما.