للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما أشرنا إليه فما هو إلا شواهد فقط، تدل على بعض أدوار القرآن الكريم، والسنة المطهرة، في جذب من أراد الله له الخير، إلى نور الإيمان، الذي به الإرشاد وحسن التوجيه: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (١).

٨ - وفى الآيات الكريمات، في السور الكبار الأربع: الأولى من كتاب الله: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة خاصة وفى غيرها عامة، ما يوضح دور أهل الكتاب، في أمرين: الاستجابة لمن أراد الله بهم الخير، عندما عرفوا الحق، الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، من عند ربه، مصدقا لما معهم كما حصل مع وفد نجران النصارى، الذين عاندوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفضوا الإسلام في البداية، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم مباهلتهم، عندما جاء مع أهل بيته، فقال زعيمهم يا قوم نطلب التأجيل، لأنه ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا. وفي رواية ما لاعن قوم نبيا إلا أبادهم الله فطلبوا المهلة وأن يرسل معهم أمينا فأرسل معهم أبا عبيدة (٢).


(١) سورة المائدة الآية ٥٤
(٢) يراجع في قصتهم تفسير ابن كثير عند تفسير الآية ٥٩ وما بعدها، من سورة آل عمران.