للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١).

وقال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (٢) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٣).

فقد حصر الأمر في سبيلين: الوحي وهو الشريعة، والهوى، ولا ثالث لهما، والعلاقة بينهما علاقة تضاد، فاتباع الهوى مضاد لاتباع الحق.

من أجل ذلك أنزل الله شريعته وابتلى الخلق بطاعته، فلا تستقيم الحياة كما ذكر آنفا إلا بهذه الشريعة، التي جاءت ممثلة في نصوص الوحيين العظيمين: الكتاب والسنة.

إلا أن الاهتداء بهذا الدين (الشريعة) والانتفاع بها مشروط بالفقه فيه الذي هو الفهم الصحيح لمراد الله عز وجل. والفقه في الدين - كما هو معلوم - مفتاح الخير، وآية السعادة، فقد صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك حيث قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (٤)»، ومفهوم المخالفة من الحديث يقتضي: أن الذي لا يفقه في الدين لم يرد به خير.

وبذلك يتقرر أن الفقه في الدين له مكانة مهمة وخطيرة، بيد أن


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٢) سورة النجم الآية ٣
(٣) سورة النجم الآية ٤
(٤) رواه البخاري في كتاب فرض الخمس، باب قوله تعالى: (فأن لله خمسه وللرسول) رقم الحديث (٣١١٦).