للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" وحين نتكلم عن الدين وكونه ضروريا للحياة فإنا نعني بذلك الدين الحق الصحيح المنزل من رب العالمين، الخالص من التحريف، لا مطلق الدين، وإنما نخصه بالدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الدين الإسلامي الحنيف لكون ما عداه منسوخا لا يجوز العمل به {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (١). (٢).

بعد تقرير أن حفظ الدين أهم مقاصد الشريعة، فلا يمكن أن تترك الشريعة هذا المقصد عرضه للضياع أو التحريف، ففي ضياعه ضياع للمقاصد الأخرى، وخراب لنظام الحياة بأسرها.

ومن خلال استقراء أدلة الشرع من كتاب وسنة، وجد العلماء أن (مقصد الدين) يحفظ من جانبين: جانب الوجود، وجانب العدم.

فجانب الوجود بمعنى: المحافظة عليه بما يقيم أركانه ويثبت قواعده.

ومن جانب العدم بمعنى: درء الفساد عنه الواقع أو المتوقع.

ومن الجانب الأول تأتي الوسائل الآتية: العمل به، الحكم به، الدعوة إليه، الجهاد من أجله.


(١) سورة آل عمران الآية ٨٥
(٢) (مقاصد الشريعة) لليوبي (ص ١٩٣).