للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الجانب الثاني: بالرد على كل ما يخالفه من البدع والأهواء.

وسأتحدث بما يتناسب وطبيعة البحث وهو عن دور " الفتوى والمفتين " في حماية المعتقد.

فقد جاء الأمر في كتاب الله بالدعوة إلى هذا الدين وبيان حقيقته، وأعظم قضية تناولها القرآن وجاهد من أجلها محمد صلى الله عليه وسلم قضية (التوحيد) {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١)، وفي هذا المقام يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " ولهذا يتغير الدين بالتبديل تارة، وبالنسخ أخرى، وهذا الدين لا ينسخ أبدا، لكن يكون فيه من يدخل من التحريف، والتبديل، والكذب، والكتمان ما يلبس به الحق من الباطل، ولا بد أن يقيم الله فيه من تقوم به الحجة خلفا عن الرسل، فينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فيحق الله الحق، ويبطل الباطل ولو كره المشركون " (٢).

ويقول الشيخ د. بكر أبو زيد - وفقه الله - في سياق بيانه لوجوب الذب عن حياض الحق بالفتوى الصحيحة والكلمة المقنعة " ويزداد الأمر شدة حينما يكون مع صاحب الهوى: حق يلبس به بدعته


(١) سورة يوسف الآية ١٠٨
(٢) (الفتاوى) (١١/ ٤٣٤).