للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (١) كلمة الله هنا معدودة ومحسوبة ومصممة. . . إنها واحدة من ألـ ٢٦٩٨ كلمات " الله " الموجودة في القرآن الكريم. . وعندما تستمر قائلا {اللَّهُ الصَّمَدُ} (٢) كلمة الله هنا أيضا محسوبة وموضوعة في مكانها بإحكام الخلاق العليم سبحانه وتعالى. . . إنها أيضا واحدة من ٢٦٩٨ لفظ الله. . . إذ إنه في خلال الأربعة عشر قرنا الماضية. . . لو حدث أي تلاعب في كلمة واحدة مثل اسم. . . أو الله. . . أو الرحمة. . أو الرحيم بزيادة أو نقصان أو تحريف. . . لأصبح عدد مكررات هذه الكلمات في القرآن الكريم لا يقبل القسمة على ١٩. . . وتختفي بذلك هذه الظواهر القرآنية الحسابية الإعجازية. . .

هل للرقم ١٩ أي ذكر أو دلالة خاصة في القرآن الكريم نفسه؟ أي نعم.

إننا نجد هذا الرقم في سورة المدثر آية رقم ٣٠. . ونجد أن هذا الرقم قد ذكر بخصوص أولئك الذين يزعمون أن القرآن الكريم من قول البشر. . . (آيات من سورة المدثر). هكذا نجد أن هذه الآيات الكريمة تقول بأن أي شخص يقرر أن القرآن من قول البشر، هذا الشخص سيعاقب. . . وسيكون عقابه تحت إشراف ١٩. . .

والتفسير القديم لهذا الرقم ١٩ هو أنهم حفظة جهنم. . .!! إلا أننا في ضوء المعلومات الجديدة التي نراها هنا لا بد من الوصول إلى تفسير جديد. . هذا التفسير الجديد لهذه الآية الكريمة. . الآية ٣٠ من سورة المدثر هو أن أل ١٩ هي حروف البسملة. . . الآية الأولى في كتاب الله العظيم. . . ويؤيد هذا التفسير ما نكتشفه من مراجعة ترتيب نزول القرآن الكريم. . . . فنحن جميعا نعلم أن سيدنا جبريل عندما جاء بالوحي لأول مرة. . . فإنه أحضر لخاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام. . . أحضر الآيات الأولى من سورة العلق. . . {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (٣) وهذه السورة -على فكرة - هي رقم ١٩ من نهاية القرآن وتتركب من ١٩ آية وفي المرة الثانية أحضر الروح الأمين الآيات القليلة الأولى من سورة القلم. . {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} (٤) وفي الزيارة الثالثة. . . جاء الوحي بسورة المزمل. . . الآيات القليلة الأولى. . . وفي المرة الرابعة أحضر جبريل عليه السلام الآيات الأولى من سورة المدثر. . . حتى قوله تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} (٥)؟ لقد جاء الوحي الأمين بالتسعة


(١) سورة الإخلاص الآية ١
(٢) سورة الإخلاص الآية ٢
(٣) سورة العلق الآية ١
(٤) سورة القلم الآية ١
(٥) سورة المدثر الآية ٣٠