للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عشر حرفا " بسم الله الرحمن الرحيم ". . بإجماع العلماء. . . جاء سيدنا جبريل في المرة الخامسة بسورة الفاتحة. . . التي تبدأ بالتسعة عشر حرفا " بسم الله الرحمن الرحيم ". . وبإجماع العلماء كانت الفاتحة هي أول سورة كاملة يأتي بها سيدنا جبريل. . . بالإضافة إلى هذه الحقائق من ترتيب النزول التي تدل على أن الرقم ١٩ في سورة المدثر يرمز إلى التسعة عشر حرفا " بسم الله الرحمن الرحيم ". . . فإن الآية التالية لآية {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} (١) تعلمنا أسباب اختيار الرقم ١٩ بكل وضوح. . إذ تقول الآية ٣١ من سورة المدثر: {وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إلاَّ} (٢) تعني أن الأسباب التي من أجلها اخترنا الرقم ١٩ هي خمسة أسباب:

السبب الأول: {فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} (٣) أي إزعاجا لهم. . ولا شك أن هذه الحقائق الإعجازية الكامنة في التسعة عشر حرفا " بسم الله الرحمن الرحيم " سوف تزعج الكفار أيما إزعاج.

السبب الثاني: {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} (٤) فهناك المسيحيون الطيبون واليهود الطيبون كما يخبرنا القرآن الكريم في الآية ١١٣ من سورة آل عمران وأهل الكتاب هؤلاء يرون أن القرآن الكريم كتاب عظيم لا غبار عليه. ولكنهم ليسوا متأكدين أنه كتاب من عند الله فهذه الحقائق الكامنة في التسعة عشر سوف تساعدهم. . . . {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} (٥) ليتأكدوا أن القرآن العظيم هو بالفعل رسالة الله إليهم. . . مصدقا لما بين يديهم ومهيمنا عليه. . . . . .

السبب الثالث: كما توضح الآية ٣١ من سورة المدثر: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} (٦) فنحن نؤمن وقبل أن تتبين لنا هذه الحقائق الإعجازية أن القرآن هو رسالة الله عز وجل للناس كافة. . . ولكن إيماننا لا شك يزداد ويقوى بظهور هذه المعجزات العظيمة.

السبب الرابع: {وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ} (٧) بمحو أي آثار للشك أو الريبة فيما يتعلق بكون القرآن الكريم تنزيل من الرحمن الرحيم.

السبب الخامس: والأخير. . لكشف المنافقين والكافرين وإظهار حقيقتهم المتعصبة العمياء.


(١) سورة المدثر الآية ٣٠
(٢) سورة المدثر الآية ٣١
(٣) سورة الممتحنة الآية ٥
(٤) سورة المدثر الآية ٣١
(٥) سورة المدثر الآية ٣١
(٦) سورة المدثر الآية ٣١
(٧) سورة المدثر الآية ٣١