للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (١) فقد ذكر الله بعد حكمه على هذه الأمة بالخيرية؛ وصفين مناسبين هما: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيمان بالله.

وقد تقرر في أصول الفقه أن ذكر الحكم مقرونا بوصف مناسب يشعر بعلية هذا الوصف لذلك الحكم، فكأن علة (الخيرية) هما هذان الوصفان العظيمان.

فهذه الأمة أمة خير؛ لأنها كذلك، فهي أمة خير للناس! لأنها أنفع الأمم للخلق جميعا، وأي خير وأي نفع أعظم وأمضى أثرا من هداية الخلق للحق.

وفي الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه - في المعنى نفسه - {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (٢) قال: خير الناس للناس؛ تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام " (٣).

فهذه الأمة المحمدية المباركة - بما وهبها الله من نعم - تحمل الخير لكل الناس، وتكره لهم أن ينتهوا إلى المصير البائس الذي توعد الله به كل منحرف وضال عن معرفة ربه ودينه الحق، وتجهد نفسها - من غير


(١) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٢) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٣) البخاري، كتاب التفسير، باب كنتم خير أمة، حديث رقم (٤٥٥٧).