للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله قال: من السنة أن يخفي التشهد) (١).

وقد صرح أبو داود في " رسالته إلى أهل مكة " أنه يعتمد قلة الأحاديث في الباب فقال: (ولم أكتب في الباب إلا حديثا أو حديثين، وإن كان في الباب أحاديث صحاح؛ لأنه يكبر، وإنما أردت قرب منفعته) (٢).

وهذه الخاصة من أبرز خصائص السنن، وكأن أبا داود استخرج من الحديث أو الحديثين أبرز ما فيهما فجعله عنوان الباب، أو كأنه أدخل تحت العنوان أبرز الأحاديث عليه، ولذا يستطيع المرء أن يعثر على الحديث المطلوب بسهولة؛ لأن الباب قليل الأحاديث، ومن هنا قربت منفعته على حد تعبير أبي داود.

وأكد أبو داود حرصه على قلة الأحاديث في الباب فقال في " رسالته إلى أهل مكة ": (وإذا أعدت الحديث في الباب من وجهين أو ثلاثة فإنما هو من زيادة كلام فيه) (٣)، أي من أجل زيادة كلام فيه، على أننا قد نقف على بعض الأبواب الطويلة، وذلك كباب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم الذي استغرق سبع صفحات (٤). ولعل السبب يعود إلى موضوع الباب نفسه.

٦ - وأخيرا فإن مجموع عدد أبواب كتاب " السنن " حسب إحصاء الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد هو ١٨٨٩ بابا.


(١) " السنن " ١/ ٣٥٦.
(٢) انظر " رسالة أبي داود " ص ٢٣.
(٣) انظر " رسالة أبي داود " ص ٢٣.
(٤) " السنن " ٢/ ٢٤٨ حتى صفحة ٢٥٤.