من الأمور المقررة أهمية الفتوى وخطورة أثرها على المستفتين، ومن أجل ذلك لا بد من أن يتحرى المفتي في اجتهاده إصابة الحق ما وسعه ذلك.
ومن مقاصد الشارع من المكلفين: حملهم على التوسط في شأنهم كله من أمور الدنيا والدين؛ من غير إفراط ولا تفريط (١). وأي خروج عن هذا المنهج الوسط هو في حقيقته خروج عن قصد الشارع.
والوسطية في (الفتوى) نستطيع أن ننظر لها من خلال أمرين مهمين غاية الأهمية، وهما:
أولا: الوسطية من جهة المنهج العلمي في الإفتاء الذي يسلكه المفتي.
ثانيا: الوسطية فيما يصدر عن هذا المفتي.
ووسطية الفتوى نتاج طبيعي لوسطية منهج الإفتاء، وهذه الوسطية لا تعني - وكما قررناه سابقا - التوفيق والتلفيق وإحداث منهج جديد يلائم أهواء المكلفين ومتطلبات العصر كما يقال! بل إن هذا المنهج وإن زعم أصحابه أنه منهج وسط إلا أنه أبعد ما يكون عن