أجل المعنى كان من اللازم النظر إلى مكررات كلمة " اسم " حيث نجدها بالضبط ١٩ وأيضا كلمة " بسم " حيث نجد عدد مكرراتها في المصحف الشريف ٣. . . ونجد أن حاصل ضرب ١٩ × ٣ يساوي عدد الحروف النورانية مضافا إلى عدد الفواتح التي تدخل هذه الحروف في تركيبها مضافا إلى عدد السور ذات الفواتح ١٤ + ١٤ + ٢٩ = ١٩ × ٣ = ٥٧ وهكذا نجد الربط الكامل التام بين " بسم الله الرحمن الرحيم " والحروف النورانية، فواتح السور. . .
فلننظر الآن إلى أحد هذه الفواتح. . . ولنبدأ بالحرف " ق ". . إننا نجد هذا الحرف كفاتحة في سورة ق وفي سورة الشورى. . . وإذا عددت مكررات الحرف ق في سورة (ق) لوجدتها ٥٧ (١٩ × ٣). . . ثم إذا عددت مكررات الحرف ق في السورة الوحيدة الأخرى التي تحتوي على هذا الحرف كفاتحة وهي سورة الشورى. . . لوجدت أن هذه السورة رغم أنها أطول من سورة ق مرتين ونصف فإنها تحتوي على نفس العدد من الحرف ق ٥٧ (١٩ × ٣). . .
وإذا جمعنا عدد مكررات الحرف ق في هاتين السورتين ٥٧ = ٥٧ فإن النتيجة تساوي عدد سور القرآن الكريم ١١٤ (١٩ × ٦) إذا كان الحرف ق يرمز إلى القرآن المجيد فإن هذه الظاهرة المادية الملموسة تقول لنا بوضوح إن أل ١١٤ سورة هي القرآن. . . كل القرآن. . . ولا شيء غير القرآن، من الذي صمم القرآن بهذه الطريقة؟
من الذي يمكن أن تتوفر لديه القدرة على معرفة توزيع الحروف الأبجدية في القرآن الكريم ومعرفة أن هناك سورتين فقط تحتويان على هذا العدد المتساوي الذي يساوي مجموعه في السورتين بالضبط عدد سور القرآن؟ من الذي يمكنه أن يعرف ذلك حتى قبل اكتمال نزول القرآن؟ لا شك أن الإجابة واضحة. . . فالله وحده هو الذي علم ويعلم توزيع الحروف الأبجدية في رسالته وهو سبحانه الذي وضع هذه الحروف في أوائل بعض السور كرموز لهذه المعرفة التي لا يستطيعها أي مخلوق. . . وهو سبحانه الذي حفظ أسرار هذه الحروف لمدة أربعة عشر قرنا كمظهر من مظاهر استمرارية المعجزة القرآنية وخلودها. . . إذ يشاء الخالق عز وجل