أن يكون جيلنا هو الجيل الذي يطلع على أسرار هذه الحروف. . . شاء سبحانه أن يكون هذا الزمان المادي هو الوقت الذي تنكشف فيه الدلائل المادية الملموسة الكامنة في هذه الحروف. . . .
ولكي ندرك مدى الإحكام في التوزيع الحسابي لحروف القرآن دعنا ندرس، آية قصيرة من آيات سورة (ق) - على سبيل المثال - وهي الآية رقم ١٣ {وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ}(١) هذه آية قصيرة نقرأها ونمر بها عادة مر الكرام، ولكنها تحتوي معجزة قرآنية بينة، فإخوان لوط هؤلاء مذكورون في القرآن الكريم ١٢ مرة. . .
في سورة الأعراف آية رقم ٨٠. . . في سورة هود الآيات ٧٠ و ٧٤ و ٨٩. . . في سورة الحج الآية رقم ٤٣. . . في سورة الشعراء آية ١٦٠. . . في سورة النحل آية ٥٤ و ٥٦. . . في سورة العنكبوت الآية ٢٨. . . في سورة ص آية رقم ١٣. . . في سورة ق الآية رقم ١٣. . . وفي سورة القمر آية رقم ٣٣. . . . ونجد أن هؤلاء الناس الذين كذبوا لوطا يسمون في القرآن دائما " قوم لوط ". . . هذا هو الاستثناء الوحيد. . . نراهم يسمون قوم لوط. . . قوم لوط. . . قوم لوط. . . ما عدا في سورة ق فإنهم يسمون " إخوان لوط "
وتستطيعون طبعا أن تتخيلوا ما يحدث لعدد مكررات الحرف ق في سورة ق لو أن التعبير " قوم لوط " استعمل بدلا من " إخوان لوط ". . . طبعا سيزداد عدد الحرف ق ويصبح ٥٨ بدلا من ٥٧. . . والرقم ٥٨ ليس من مكررات الرقم ١٩. . . لا يقبل القسمة على ١٩. . . كما أن هذا العدد ٥٨ لن يساوي عدد الحرف ق في السورة الوحيدة الأخرى التي تفتتح بالحرف ق وهي سورة الشورى وبالإضافة إلى ذلك فإن مجموع الحرف ق في السورتين يصبح ١١٥ وليس ١١٤ عدد سور القرآن الكريم. . . وهكذا ترون بالدليل المادي الملموس أن تحريف كلمة واحدة يؤدي إلى اختلال واختفاء هذا النظام الحسابي المعجز الذي نراه في القرآن الكريم، والذي يكمن في الآية القرآنية الأولى " بسم الله الرحمن الرحيم " وفي الحروف النورانية فواتح السور. . . .
وترون بالدليل المادي الذي لا يقبل الشك أو الجدال أن أثناء ألـ ١٤٠٠ سنة الماضية. . . لو حدث تحريف أو تحوير أو ضياع أو إضافة لكلمة واحدة. . . كلمة