للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والضعيف يتفاوت ضعفه بحسب شدة ضعف رواته وخفته، كما يتفاوت الصحيح، فمنه الضعيف، ومنه الضعيف جدا، ومنه الواهي ومنه المنكر، وشر أنواعه الموضوع (١).

قد ترى أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – رأيا يوافق حديثا ضعفه العلماء. فهذا الرأي منها يكون هو المقدم على من لا دليل له، لأن الضعيف في الحديث قد يكون طرأ عليه بعد زمنها ممن تناقله عن الصحابة وتابعيهم (٢).

ومن ذلك أنها ترى أن أقل الحيض ثلاثة أيام، وأكثره عشرة أيام، وهذا قد ورد فيه حديث رواه واثلة بن الأسقع، قال: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أقل الحيض ثلاثة أيام، وأكثره عشرة أيام (٣)».

وقد ضعف العلماء هذا الحديث. ولكن تضعيفهم له، كان سنده بعد عصر الصحابة؛ حيث إن بين واثلة بن الأسقع وبين من ضعفوهم راويين لم يضعفا، فدل على أن الضعف بالحديث جاء متأخرا عن عصر الصحابة، وهذا مما يقوي الحديث، ويجعل رأي أم المؤمنين


(١) انظر: علوم الحديث (ص/ ٨٩)، تيسير مصطلح الحديث (ص ٦٣)
(٢) انظر: موسوعة فقه أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - (ص ٥٦٦)
(٣) أخرجه: الدارقطني في سننه (١/ ٢٢٥)، كتاب الحيض، والطبراني في المعجم الكبير (٨/ ١٢٩) وقد ضعفه العلماء كالبيهقي في معرفة السنن والآثار (١/ ٣٨١) وابن الجوزي والذهبي كما في تلخيص العلل المتناهية (ص ١٣١)، وغيرهم