للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن كلا من الخلخال والجرس له صوت، ولذلك منعت عائشة - رضي الله عنها - الجارية التي كانت تلبس خلخالا، لأن الخلخال صوت يمنع دخول الملائكة.

٢ - قياسها أكل الغراب على الفواسق والخبائث، فقد روي أن عائشة قالت: «إني لأعجب ممن يأكل الغراب، وقد أذن الرسول صلى الله عليه وسلم في قتله، وسماه فاسقا والله ما هو من الطيبات (١)»؛ حيث فهمت أنه طالما أنه من الفواسق والخبائث التي نهي المسلم عن أكلها وبالتالي فلا يحل أكله (٢).

ثانيا: أخذها - رضي الله عنها - بالاستحسان المبني على الدليل:

والاستحسان العدول عن دليل إلى دليل أقوى منه، فهذا مما لا ينكره أحد، أما إن كان بما يستحسنه الإنسان ويشتهيه من غير دليل فهو باطل، ولا يقول به أحد.

وقد كانت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ترى أنه يجب العدول في مسألة ما عن حكمها بالقياس المتبادر من النص لأول وهلة إلى حكم آخر لوجه أقوى أثرا وأكثر تحقيقا لمقصد الشارع من هذا النص.


(١) انظر: مصنف عبد الرازق (٤/ ٥١٩)، وابن أبي شيبة (٥/ ٤٠٠). وهو عند البزار كما في مختصر زوائد مسند البزار (١/ ٤٩٤) وقال: إسناده حسن، وعند البيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٣١٧)، وفي المصدر نفسه عن عروة بن الزبير، وعند ابن ماجه (٢/ ٣٢٤٨) كتاب الصيد، باب الغراب.
(٢) انظر: موسوعة فقه أم المؤمنين - رضي الله عنها - (ص ٥٦٧)