للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والاستحسان حجة شرعية يحتج بها. والدليل على ذلك ما يلي:

١ - قوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} (١).

٢ - قوله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (٢)

٣ - قول ابن مسعود: " فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ ".

المصدر الرابع من مصادر الأحكام إلى تستمد منها أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – الاستحسان، فقد ترى أنه يجب العدول في مسألة ما عن حكمها القياسي المتبادر من النص لأول وهلة إلى حكم آخر لوجه أقوى أثرا وأكثر تحقيقا لمقصد الشارع من هذا النص (٣).

ومن ذلك أنها ترى منع المرأة من الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة جماعة، لما يحدث خروجها إلى المسجد من الفتن التي يحرص الشارع الحكيم على اجتثاثها من المجتمع.


(١) سورة الزمر الآية ١٨
(٢) سورة الزمر الآية ٥٥
(٣) انظر: موسوعة فقه أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - (ص ٥٦٩)