للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عائشة - رضي الله عنها - كراهة وطء المستحاضة هو قياسها دم الاستحاضة على دم الحيض، فكما أن دم الحيض أذى تعتزل فيه النساء فكذلك دم الاستحاضة، غاية ما هناك أن دم الحيض (طلب ترك جازم) فيأخذ التحريم. أما دم الاستحاضة فقياس عليه فيأخذ الكراهة.

ثالثا: الاستمتاع في حالة الصيام:

المرأة جزء من الرجل، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (١)، وتقتضى هذه الجزئية أن يرتبط كلا الزوجين بصاحبه، وترتفع بينهما العلاقة حتى ترقى بينهما إلى درجة الائتلاف الكلي، حتى لا يبقى هناك حاجز يمنع أحدهما أن يستمتع بالآخر، وأن يفضي له بما يكنه له في قلبه، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة، قال تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (٢).

ولكن هناك حالات تطرأ على المرأة تحد من هذا الاستمتاع الكلي، وتقتصر على بعض معانيه، ومن ذلك حينما يكون كلا الزوجين صائمين، أو أحدهما فإن الجماع يحرم على الزوج، أما باقي


(١) سورة الروم الآية ٢١
(٢) سورة النساء الآية ٢١