ذلك قوله الاعتماد في الحساب على عد الحروف اعتماد على أمر تقديري يزيد وينقص باعتبارات فيختلف باعتبار النطق عنه باعتبار الخط ويختلف عند اعتبار الخط بعد الحرف المشدد حرفين أو حرفا.
ثم قد يقع الخطأ في عد الكلمات أو الحروف ومن ذلك ما حصل في ص ١٤ من المحاضرة فإنه قال فيها:
أ - إن عدد مكررات (بسم) في المصحف الشريف ٣ والواقع أنها أكثر، إذ هي في كل من سورة هود، والنمل، والحاقة، والعلق، مرة مرة وذكرت في سورة الواقعة مرتين، ثم نجد المحاضر بنى على تكرارها ثلاثا إعجازا قرآنيا عن طريق الحساب، فإذا ثبت خطؤه في العدد ثبت في الحكم بجعل ذلك معجزة فضلا عن كونها خالدة.
ب - ومن ذلك أنه اعتبر الألف من كلمة (بسم) وهي غير منطوقة ولا مكتوبة فيها حسب رسم المصحف ليتم له نظامه الحسابي الإعجازي وترك الباء وهي منطوق بها في البسملة ومكتوبة في رسم المصحف وغيره، ولم يعتبر الحرفين جميعا لئلا يختل العدد الذي يراد بناء النظام الحسابي الإعجازي عليه، وقد اعترف في نفس الموضع بهذا التحايل في اعتبار العدد والمعدود.
جـ- ومن ذلك أنه أخطأ وتناقض في قوله ص ١٦ " إخوان لوط، هؤلاء مذكورون في القرآن ١٢ مرة. . . إلى أن قال نجد أن هؤلاء الذين كذبوا لوطا يسمون في القرآن دائما قوم لوط ما عدا في سورة ق فإنهم يسمون إخوان لوط هذا هو الاستثناء الوحيد " اهـ والواقع أن كلمة لوط تذكر أحيانا وكلمة قوم لوط أو آل لوط أحيانا وأن لفظ لوط ذكر في القرآن أكثر من اثنتي عشر مرة، وليس شيء من هذه الكلمات بعينه ذكر في القرآن اثنتي عشر مرة، فكلامه في هذه الصفحة جامع بين التناقض والخطأ في العدد والمعدود.