للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - لأن عليه مدار الجزاء قال صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: «حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا (١)».

الثاني: معرفة فروعه وهي الطاعات فهذا علم وسيلة يمارس به التوحيد ويحقق ويكمل، ومعرفة نواقضه القادحة في أصله أو في كماله وهذا علم وسيلة يحفظ به التوحيد وبه حرزه وصيانته.

ومعرفة التوحيد والعلم به هو المقصود الأول من مقاصد دراسة التوحيد، وتحققه أسس لا يحصل العلم بالتوحيد إلا بحصولها ومن لم يحصلها لم يعرف التوحيد ولم يحصله وهذه الأسس هي:

الأساس الأول: العلم بأن التوحيد أول واجب على العبد، وقد قررت هذا الأساس أدلة الشرع، فدل عليه كتاب الله من وجوه:

١ - الإخبار العام: قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٢) فأعلن سبحانه أن الخلق إنما خلقوا للتوحيد يؤمرون به ويبتلون فيه قال سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (٣).


(١) متفق عليه، البخاري مع الفتح ٦/ ٥٨ رقم ٢٨٥٦، مسلم ١/ ٥٨ رقم ٤٩.
(٢) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٣) سورة الملك الآية ٢