للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• المحبة المنافية لضدها وإنما كانت شرطا، لأن بها تمام الصدق، فمن صدق بها ثم لم يحبها قدح ذلك في تصديقه.

• الإخلاص المنافي للشرك وهو شرط الشروط فإن من قبل وانقاد وصدق وأحب ملاحظا غير الله ملتفتا إليه مع الله لم ينفعه ذلك شيئا.

فهاتان القاعدتان من لم يعرفهما لم يعرف معنى كلمة التوحيد ومن لم يعرف معنى كلمة التوحيد لم يعرف التوحيد الواجب واشتبه عليه التوحيد بالشرك كما هو حال كثير ممن يظن أن مجرد قول لا إله إلا الله عاصم من حكم الشرك وجزائه وإن تلبس به.

الأساس الثالث: العلم باقتضاء العلم للعمل، وذلك «أن العلم يراد للعمل فإنه بمنزلة الدليل للسائر فإذا لم يسر خلف الدليل لم ينتفع بدلالته، فنزل منزلة من لم يعلم شيئا، لأن من علم ولم يعمل بمنزلة الجاهل الذي لا يعلم، كما أن من ملك ذهبا وفضة وجاع وعري ولم يشتر منها ما يأكل ويلبس فهو بمنزلة الفقير العادم» (١)، وقد رتب الله على العلم بالتوحيد العمل به فقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} (٢) قاله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقال سبحانه لموسى عليه السلام:


(١) ما بين القوسين من كلام ابن القيم في مفتاح دار السعادة ١/ ٣٤٤.
(٢) سورة محمد الآية ١٩