للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (١) وتحكيم النبي صلى الله عليه وسلم والرد إليه يكون إليه نفسه صلى الله عليه وسلم حال حياته وإلى سنته الثابتة عنه بعد موته صلى الله عليه وسلم، فتكون متابعة الرسول بمتابعة سنته الثابتة بالنقل الصحيح الثابت.

ومن اتخذ الله إلها معبودا فليتبع ما جاء به رسوله، ومن اتبع عقله أو إماما يطيعه في غير طاعة الله فقد عبد ذلك من دون الله وأشرك وخرج عن مقتضى التوحيد.

الأساس الثاني: اتباع سبيل المؤمنين، أي سلوك طريقهم في عقائدهم وأعمالهم قال الله: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} (٢) وقال سبحانه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (٣) وقد توعد الله من يتبع غير سبيل المؤمنين فقال: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (٤) فهذا يوليه


(١) سورة النساء الآية ٥٩
(٢) سورة لقمان الآية ١٥
(٣) سورة الكهف الآية ٢٨
(٤) سورة النساء الآية ١١٥